ما حكم المحبة والتعاون بين المسلمين

ما حكم المحبة والتعاون بين المسلمين ،تقوم العلاقة بين المسلمين على المحبة والإخاء وحب الخير للغير و التعاون فالرسول صلى الله عليه وسلم قال بما معناه أن المسلمين كالجسد الواحد إذا مرض عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى فالمسلمين يد واحد يحبون بعضهم ويسعون في حاجات بعضهم وهذا ما حثنا غليه ديننا الإسلامي ، فالمسلم بطبعه ودود للآخرين

يطبق منهج الله سبحانه وتعالى ويتخذ من الرسول قدوة له فيحسن إلى غيره ويساعد كل من يحتاح المساعدة ، وينشر الحب والسلام في الأرض وهذا كل يأتي بالنفع عليه على الأمة الإسلامية،وهنا سنقدم  ما حكم المحبة والتعاون بين المسلمين.

ما حكم المحبة والتعاون بين المسلمين

• يُعد التعاون من أهم الأخلاق التي حث الإسلام على انتشارها بين المسلمين.
• وهناك العديد من الآيات القرآنية التي أكدت على ضرورة التعاون بين المسلمين،
• مثل ما جاء في قول الله تعالى في سورة المائدة: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ”.
• ووعن ابن عمر رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومَن كان في حاجة أخيه،
• كان الله في حاجته، ومَن فرَّج عن مسلم كربةً، فرج الله عنه كربةً مِن كربات يوم القيامة،
• ومَن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة“.
• كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين
• في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى“.
• وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا“.
• وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم-
• قال: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ،
• يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ”.
• فعندما خلق الله تعالى الإنسان، خلقه وحيدًا ضعيفًا، يحتاج إلى غيره بصورة مستمرة
• في جميع أمور الدنيا، فلن تقوم الحياة إلا بتعاون الناس مع بعضهم البعض.
• ويُعرف التعاون بأنه تقديم المساعدة ويد العون، وتعاون المسلمون مع بعضهم البعض على البر وطاعة الله وترك المنكرات،
• من أكثر الأعمال التي تقربهم إلى خالقهم عز وجل.

شاهد أيضًا: فوائد زيت النعناع الصحية وأضراره وطرق استخدامه

ما هي أنواع التعاون

ينقسم خُلق التعاون إلى عدة أنواع وهي:

• تعاون المسلمون اجتماعيًا: أي تعاون أفراد المجتمع مع بعضهم البعض بتقديم يد العون والمساعدة في مختلف المواقف،
• فقد قال الله تعالى في سورة التوبة: “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ”.
• تعاون المسلمون في العلم: فقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين على إفادة بعضهم البعض بما اكتسبوا من علم،
• فقد قال عليه الصلاة والسلام: “من سُئل عن علمٍ يعلمه فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار”.
• تعاون المسلمون سياسيًا: فمن أهم الأمور التي اهتم بها الإسلام وحث عليها،
• هي مراعاة الحكام وأولياء الأمر شؤون رعاياهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.
• تعاون المسلمون أخلاقيًا: والمقصود بالتعاون الأخلاقي هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
• فعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه،
• فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب قوم أعلاها وقوم أسفلها،
• فكان الذين في أسفلها إذا أرادوا أن يستقوا من الماء مروا على من فوقهم.. فقالوا لو أنا نقبنا في مكاننا نقبا فلا نؤذي من فوقنا..
• فلو أنهم تركوهم وما أرادوا لهلكوا جميعًا، ولو أخذوا على أيديهم لنجوا ونجوا جميعًا”.
• تعاون المسلمون في العبادة: حيث فرض الدين الإسلامي على المسلمين تعاونهم بين بعضهم البعض في العبادات
• والواجبات مثل صلاة الجنازة وتجهيز ودفن المتوفي.
• تعاون المسلمون أدبيًا: والمقصود به التعاون النفسي بين المسلمين، فيفرح المسلم لفرح أخيه،
• ويحزن لحزنه، ولا يتأخر عن تقديم يد المساعدة له عندما يحتاج إليه،
• كما يشمل التعاون الأدبي حفظ المال والعرض في الغياب والحضور،
• وأن يهدي المسلم أخيه عندما يراه قد انحرف عن الطريق السليم،
• فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.

ما هي صور التعاون بين المسلمين

من أبرز صور التعاون بين المسلمين:

• تعاون المسلمين بين بعضهم البعض على البر وإقامة العبادات، فيساعد المسلم أخيه على طاعة الله، فيذكره إن نسى،
• ويساعد على هدايته إن ضل، ويُبعده عن طريق الضلال، فقد قال الله عز وجل في سورة المائدة “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ”.
• تعاون الزوجين بين بعضهم البعض، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة،
• فلم يخجل عليه الصلاة والسلام قط من مساعدة أهله في شؤون المنزل، كما كان يحلب الشاه ويخيط الثوب ويخصف النعل،
• فالبيوت العامرة لا تقوم إلا على روح التعاون بين الزوجين، اللذين هما عمادا الأسرة.
• تعاون المسلمين بين بعضهم البعض في كل الأمور، وهذا المعنى تجلى فيما جاء عن أبي هريرة
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة،
• ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”.
• دفع المسلمون الأذى عن بعضهم البعض، وأبرزها أذى الطريق، فقد قال
• رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عُرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها؛ فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يُماط عن الطريق،
• ووجدت في مساوئ أعمالها النخامة تكون في المسجد لا تُدفن”.
• تعاون المسلمين في الإصلاح بينهم والتأليف بين قلوبهم، فيبتعدون عن إثارة البغضاء والكراهية، ويتعاونون في نشر المحبة والسلام فيما بينهم،
• فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟
• قالوا: بلى قال: إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة”.
• من أبرز صور التعاون بين المسلمين هو تقديم النصح للناس، مثل الأمر بالمعروف وإماطة الأذى والإنقاذ من المخاطر قبل وقوعها.

أهم آثار التعاون والمحبة بين المسلمين

من أهم فوائد التعاون والمحبة بين المسلمين ما يلي:

• سببًا في نيل رضا الله عز وجل والذي يحب عباده المتعاونين الذين يحبون بعضهم البعض فيه، والذين يشجعون بعضهم البعض على السير في طريق الهداية، والابتعاد عن كل ما يغضب خالقهم سبحانه وتعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حول العرش منابرُ من نور، عليها قوم لباسُهم نور، ووجوههم نور، ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء))، قالوا: صِفهم لنا يا رسول الله، فقال: ((المتحابون في الله، والمتجالسون في الله، والمتزاورون في الله”.
• المتحابون في الله يستظلون في عرش الرحمن من الحر الشديد يوم القيامة، والدليل على ذلك ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : “إنّ الله تعالى يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلّهم في ظلّي يوم لا ظلّ إلاّ ظلّي”.
• الحب والتعاون بين أفراد المجتمع سببًا في بناءه،  ويبدأ هذا التعاون في الأسرة التي هي نواة المجتمع، حيث يتعاون فيها الزوجين على أعمال المنزل وتربية الأبناء، وكل فرد من أفراد هذه الأسرة يتربى على الحب، والذي يظهر جليًا في سلوكه داخل المجتمع، فيتخلى عن الأنانية، ويصبح هدفه هو تطور بلده ورقي مجتمعه.
• التعاون والحب يخلق التكافل الاجتماعي، فيحرص الغني على مساعدة الفقير والمريض وكفالة اليتيم ونصرة المظلوم.
• التحلي بروح التعاون سببًا في التخلص من مشاعر البغضاء والكراهية، فالمحبة التي تنتشر في الصدور تجعل القل نقيًا لا يعرف سوى التسامح والتغافل، ولا يعرف للشر طريق.